قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ ص: اضْمَنُوا لِي سِتَّةً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ
وَقَالَ ص: أُوصِيكُمْ بِسِتِّ خِصَالٍ اصْدُقُوا فَإِنَّ الصَّادِقَ عَلَى شَفَا مَنْجَاةٍ وَإِلَّا قُولُوا خَيْراً تُعْرَفُوا بِهِ وَاعْمَلُوا الْخَيْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ وَأَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَصِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ وَعُودُوا بِالْفَضْلِ عَلَى مَنْ جَهِلَ عَلَيْكُمْ
وَقَالَ ع: سِتُّ خِصَالٍ تُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِ الْغَضَبُ مِنْ غَيْرِ شَرٍّ وَالْكَلَامُ مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ وَالْعَطِيَّةُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا وَإِفْشَاءُ السِّرِّ وَالثِّقَةُ بِكُلِّ أَحَدٍ لَا يَعْرِفُ صَدِيقَهُ مِنْ عَدُوِّهِ
وَقَالَ ع: مَا عُصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بِسِتَّةِ أَشْيَاءَ حُبِّ الدُّنْيَا وَحُبِّ الرِّئَاسَةِ وَحُبِّ الطَّعَامِ وَحُبِّ الْمَالِ وَحُبِّ النِّسَاءِ وَحُبِّ النَّوْمِ
وَقَالَ ع: أَلَا إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ سِتَّةَ أَشْيَاءَ إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ وَالرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ وَسَفْكَ الدِّمَاءِ ... يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ فِي أَصْوَاتِهِمْ وَكَثْرَةَ الْفَتْوَى بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَقَالَ ع: سِتَّةٌ لَا تُفَارِقُهُمْ الْكَآبَةُ الْحَقُودُ وَالْحَسُودُ وَحَدِيثُ عَهْدٍ بِغِنًى وَغَنِيٌّ يَخْشَى مِنَ الْفَقْرِ وَطَالِبُ زِينَةٍ يَقْصُرُ عَنْهَا قَدْرُهُ وَجَلِيسٌ لِأَهْلِ الْأَدَبِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ
وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي غَزَاةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي فَيْئَةِ
معدن الجواهر، ص: 54
فَسَمِعَ وَكْزَ رَجُلٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ ادْخُلْ يَا عَوْفُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا بِهِ يَتَوَضَّأُ وُضُوءاً بَالِغاً فَقَالَ لِي يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتَّةً بَيْنَ يَدَيْ مَا تُوعَدُونَ أَوَّلُهُنَّ مَوْتُ نَبِيِّكُمْ قَالَ عَوْفٌ فَوَخِمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَخْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ قُلْ وَاحِدَةً فَقُلْتُ وَاحِدَةً فَقَالَ وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قُلْتُ اثْنَتَيْنِ قَالَ وَفِتْنَةٌ تَكُونُ فِيكُمْ تَعُمُّ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ قُلْتُ ثَلَاثٌ قَالَ وَمَوْتٌ يَقَعُ فِيكُمْ كَعِقَاصِ الْغَنَمِ وَالْخَامِسَةُ يَفْشُو الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى الْمِائَةَ دِينَارٍ فَيَضَلُّ لَهَا سَاخِطاً وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى ثَمَانِينَ رَايَةً تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً
وَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِسِتِّ خِصَالٍ لَا أَدَعُهُنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَوْصَانِي أَنْ لَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَأَنْ أُحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَأَدْنُوَ مِنْهُمْ وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ كَانَتْ مُدْبِرَةً وَلَا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئاً وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع سِتَّةُ أَشْيَاءَ لَمْ يَتَبَيَّنْهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَمْ يُبَيِّنْهَا أَحَدٌ بَعْدِي الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَالْإِقْرَارُ هُوَ الْعَمَلُ وَالْعَمَلُ هُوَ النِّيَّةُ
وَرُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ لَا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ تَجْتَمِعُ فِيهِ سِتُّ خِصَالٍ إِنْ حَدَّثَكَ كَذَبَ وَإِنْ حَدَّثْتَهُ كَذَّبَكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ وَإِنْ ائْتَمَنَكَ اتَّهَمَكَ وَإِنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ كَفَرَكَ وَإِنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ مَنَّ عَلَيْكَ
معدن الجواهر، ص: 55
وَرُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُرُوءَةُ فِي سِتِّ خِصَالٍ ثَلَاثَةٌ فِي السَّفَرِ وَثَلَاثَةٌ فِي الْحَضَرِ فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحَضَرِ فَتِلَاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِمَارَةُ مَسَاجِدِهِ وَاتِّخَاذُ الْإِخْوَانِ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَإِكْرَامُ الرَّفِيقِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ
وَقَالَ ع: يُهْلِكُ اللَّهُ سِتَّةً بِسِتَّةٍ الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ وَالدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ وَالتُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ وَالْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ وَأَهْلَ الرَّسَاتِيقِ بِالْجَهْلِ وَأَهْلَ الرِّئَاسَةِ وَالْإِمَارَةِ بِالْجَوْرِ
وَ عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: خُذْ مِنْ سِتَّةٍ قَبْلَ سِتَّةٍ خُذْ مِنْ شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَمِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَمِنْ قُوَّتِكَ قَبْلَ ضَعْفِكَ وَمِنْ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَمِنْ فَرَاغِكَ قَبْلَ شُغُلِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ
وَ مِمَّا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِينَ ع: إِنَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبْهَا فِي سِتَّةِ أَوْقَاتٍ عِنْدَ الْأَذَانِ وَعِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ وَفِي الْوَتْرِ وَبَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ
وَ حُفِظَ عَنْهُمْ ع إِنَّ سِتَّةً لَا تُحْجَبُ لَهُمْ عَنِ اللَّهِ دَعْوَةٌ الْإِمَامُ الْمُقْسِطُ وَالْوَالِدُ الْبَارُّ لِوُلْدِهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ لِوَالِدِهِ وَالْمُؤْمِنُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَالْمَظْلُومُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَأَنْتَقِمَنَّ لَكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ وَالْفَقِيرُ الْمُنْعَمُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً
وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ فِي وَصِيَّتِهِ يَا بُنَيَّ أَحُثُّكَ عَلَى سِتِّ خِصَالٍ لَيْسَ مِنْهَا خَصْلَةٌ إِلَّا تُقَرِّبُكَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَتُبَاعِدُكَ مِنْ سَخَطِهِ الْأُولَى أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً الثَّانِيَةُ الرِّضَا بِقَدَرِ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا أَحْبَبْتَ أَوْ كَرِهْتَ وَالثَّالِثَةُ تُحِبُّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضُ فِي اللَّهِ وَالرَّابِعَةُ تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَالْخَامِسَةُ كَظْمُ الْغَيْظِ وَالْإِحْسَانُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَالسَّادِسَةُ تَرْكُ الْهَوَى وَمُخَالَفَةُ الرَّدَى
و ستة تحتاج إلى ستة أشياء حسن الظن يحتاج إلى القبول والحسب يحتاج إلى الأدب والسرور يحتاج إلى الأمن والقرابة تحتاج إلى الصداقة والشرف يحتاج إلى التواضع والنجدة تحتاج إلى الجد.
معدن الجواهر، ص: 56
و قال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة أعداء نفسه ودنياه والشيطان والجاهل والمنافق والكافر فأما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما الكافر فيريد قتله. وقال الهند ستة أشياء لا ثبات لها ظل الغمام والأشجار وخلة الأشرار والمال الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب. ومن أحسن البيان قول أحد العلماء إن عمارة الدنيا منوطة بستة أحوال أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها وثانيها الحنو على الأولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الأمل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الأجل الذي به يصح انبساط الأمل ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم إلى بعض فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة وسادسها وجود السلطان الذي لو لا هيبته وكفه لأيدي العتاة بسطوته لأهلك بعض الناس بعضا وكان ذلك داع إلى الخراب والفناء. ووصى حكيم ولده فقال يا بني اعلم أن أصعب ما على الإنسان ستة أشياء أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك عن القول فيما لا يعنيه. وست خصال لا يطيقها إلا من كانت نفسه شريفة الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار. واعلم أن النبل في ستة أشياء مؤاخاة الأكفاء ومداراة الأعداء والحذر من السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة. واعلم أن السخي من كانت فيه ست خصال أن يكون مسرورا ببذله متبرعا
معدن الجواهر، ص: 57
بعطائه لا يتبعه منا ولا أذى ولا يطلب عليه عوضا من دنيا يرى أنه لما فعله مؤد له فرضا ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا. فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال المعرفة بها وذكر ما يناسى منها عندك ومعرفة مولاها وأن ينسبها إليه وأن يحسن لباسها وأن يقابل مسديها بالشكر عليها. وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الأدب الأولى أن لا تنازع من فوقك والثانية أن لا تتعاطى ما لا تنال الثالثة أن لا تقول ما لا تعلم الرابعة أن لا يخالف لسانك ما في قلبك الخامسة أن لا يخالف قولك فعلك السادسة أن لا تدع الأمر إذا أقبل وأن لا تطلبه إذا أدبر. واحذر العجلة فإن العرب كانت تسميها أم الندامات وذلك أن فيها ست خصال يقول صاحبها قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع قبل أن يقدر ويحمد قبل أن يجرب ويذم قبل أن يحمد وهذه الخلال لا تكون في أحد إلا صحب الندامة وعدم السلامة. واعلم أن ستة أشياء ينفين الحزن استماع العلم ومحادثة الأصدقاء والمشي في الخضرة والجلوس على الماء الجاري والتأسي بذوي المصائب وممر الأيام. وستة أشياء من مات فيها فهو قاتل نفسه من أكل طعاما قد أكله مرارا فلم يوافقه ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ومن أكل قبل أن يستبرئ ما أكل ومن رأى بعض أخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالأدوية المسكنة وأن أطال حبس الحاجة إذا هاجت به ومن أقام بالمكان الوحش وحده. واعلم أن من رضي بستة أشياء صفت له دنياه وصح له دينه من رضي ببلده ومنزله وزوجته ومعيشته وما قسم الله له من رزقه وما يقضيه الله عليه إن آلمه وخالف أمله
معدن الجواهر،
وَقَالَ ص: أُوصِيكُمْ بِسِتِّ خِصَالٍ اصْدُقُوا فَإِنَّ الصَّادِقَ عَلَى شَفَا مَنْجَاةٍ وَإِلَّا قُولُوا خَيْراً تُعْرَفُوا بِهِ وَاعْمَلُوا الْخَيْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ وَأَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ وَصِلُوا مَنْ قَطَعَكُمْ وَعُودُوا بِالْفَضْلِ عَلَى مَنْ جَهِلَ عَلَيْكُمْ
وَقَالَ ع: سِتُّ خِصَالٍ تُعْرَفُ فِي الْجَاهِلِ الْغَضَبُ مِنْ غَيْرِ شَرٍّ وَالْكَلَامُ مِنْ غَيْرِ نَفْعٍ وَالْعَطِيَّةُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا وَإِفْشَاءُ السِّرِّ وَالثِّقَةُ بِكُلِّ أَحَدٍ لَا يَعْرِفُ صَدِيقَهُ مِنْ عَدُوِّهِ
وَقَالَ ع: مَا عُصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بِسِتَّةِ أَشْيَاءَ حُبِّ الدُّنْيَا وَحُبِّ الرِّئَاسَةِ وَحُبِّ الطَّعَامِ وَحُبِّ الْمَالِ وَحُبِّ النِّسَاءِ وَحُبِّ النَّوْمِ
وَقَالَ ع: أَلَا إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ سِتَّةَ أَشْيَاءَ إِمَارَةَ السُّفَهَاءِ وَالرِّشْوَةَ فِي الْحُكْمِ وَسَفْكَ الدِّمَاءِ ... يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ فِي أَصْوَاتِهِمْ وَكَثْرَةَ الْفَتْوَى بِغَيْرِ عِلْمٍ
وَقَالَ ع: سِتَّةٌ لَا تُفَارِقُهُمْ الْكَآبَةُ الْحَقُودُ وَالْحَسُودُ وَحَدِيثُ عَهْدٍ بِغِنًى وَغَنِيٌّ يَخْشَى مِنَ الْفَقْرِ وَطَالِبُ زِينَةٍ يَقْصُرُ عَنْهَا قَدْرُهُ وَجَلِيسٌ لِأَهْلِ الْأَدَبِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ
وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فِي غَزَاةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي فَيْئَةِ
معدن الجواهر، ص: 54
فَسَمِعَ وَكْزَ رَجُلٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ ادْخُلْ يَا عَوْفُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا بِهِ يَتَوَضَّأُ وُضُوءاً بَالِغاً فَقَالَ لِي يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتَّةً بَيْنَ يَدَيْ مَا تُوعَدُونَ أَوَّلُهُنَّ مَوْتُ نَبِيِّكُمْ قَالَ عَوْفٌ فَوَخِمْتُ مِنْ ذَلِكَ وَخْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ قُلْ وَاحِدَةً فَقُلْتُ وَاحِدَةً فَقَالَ وَفَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قُلْتُ اثْنَتَيْنِ قَالَ وَفِتْنَةٌ تَكُونُ فِيكُمْ تَعُمُّ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ قُلْتُ ثَلَاثٌ قَالَ وَمَوْتٌ يَقَعُ فِيكُمْ كَعِقَاصِ الْغَنَمِ وَالْخَامِسَةُ يَفْشُو الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى الْمِائَةَ دِينَارٍ فَيَضَلُّ لَهَا سَاخِطاً وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى ثَمَانِينَ رَايَةً تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفاً
وَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ ص بِسِتِّ خِصَالٍ لَا أَدَعُهُنَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَوْصَانِي أَنْ لَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَأَنْ أُحِبَّ الْفُقَرَاءَ وَأَدْنُوَ مِنْهُمْ وَأَنْ أَقُولَ الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ كَانَتْ مُدْبِرَةً وَلَا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئاً وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع سِتَّةُ أَشْيَاءَ لَمْ يَتَبَيَّنْهَا أَحَدٌ قَبْلِي وَلَمْ يُبَيِّنْهَا أَحَدٌ بَعْدِي الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَالْإِقْرَارُ هُوَ الْعَمَلُ وَالْعَمَلُ هُوَ النِّيَّةُ
وَرُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ لَا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ تَجْتَمِعُ فِيهِ سِتُّ خِصَالٍ إِنْ حَدَّثَكَ كَذَبَ وَإِنْ حَدَّثْتَهُ كَذَّبَكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُ خَانَكَ وَإِنْ ائْتَمَنَكَ اتَّهَمَكَ وَإِنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ كَفَرَكَ وَإِنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ مَنَّ عَلَيْكَ
معدن الجواهر، ص: 55
وَرُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُرُوءَةُ فِي سِتِّ خِصَالٍ ثَلَاثَةٌ فِي السَّفَرِ وَثَلَاثَةٌ فِي الْحَضَرِ فَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي الْحَضَرِ فَتِلَاوَةُ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِمَارَةُ مَسَاجِدِهِ وَاتِّخَاذُ الْإِخْوَانِ وَأَمَّا اللَّوَاتِي فِي السَّفَرِ فَبَذْلُ الزَّادِ وَإِكْرَامُ الرَّفِيقِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ
وَقَالَ ع: يُهْلِكُ اللَّهُ سِتَّةً بِسِتَّةٍ الْعَرَبَ بِالْعَصَبِيَّةِ وَالدَّهَاقِينَ بِالْكِبْرِ وَالتُّجَّارَ بِالْخِيَانَةِ وَالْفُقَهَاءَ بِالْحَسَدِ وَأَهْلَ الرَّسَاتِيقِ بِالْجَهْلِ وَأَهْلَ الرِّئَاسَةِ وَالْإِمَارَةِ بِالْجَوْرِ
وَ عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: خُذْ مِنْ سِتَّةٍ قَبْلَ سِتَّةٍ خُذْ مِنْ شَبَابِكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَمِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سُقْمِكَ وَمِنْ قُوَّتِكَ قَبْلَ ضَعْفِكَ وَمِنْ غِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَمِنْ فَرَاغِكَ قَبْلَ شُغُلِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ
وَ مِمَّا رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِينَ ع: إِنَّ مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ فَلْيَطْلُبْهَا فِي سِتَّةِ أَوْقَاتٍ عِنْدَ الْأَذَانِ وَعِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ وَفِي الْوَتْرِ وَبَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ
وَ حُفِظَ عَنْهُمْ ع إِنَّ سِتَّةً لَا تُحْجَبُ لَهُمْ عَنِ اللَّهِ دَعْوَةٌ الْإِمَامُ الْمُقْسِطُ وَالْوَالِدُ الْبَارُّ لِوُلْدِهِ وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ لِوَالِدِهِ وَالْمُؤْمِنُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ وَالْمَظْلُومُ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَأَنْتَقِمَنَّ لَكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ وَالْفَقِيرُ الْمُنْعَمُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً
وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ فِي وَصِيَّتِهِ يَا بُنَيَّ أَحُثُّكَ عَلَى سِتِّ خِصَالٍ لَيْسَ مِنْهَا خَصْلَةٌ إِلَّا تُقَرِّبُكَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالَى وَتُبَاعِدُكَ مِنْ سَخَطِهِ الْأُولَى أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً الثَّانِيَةُ الرِّضَا بِقَدَرِ اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا أَحْبَبْتَ أَوْ كَرِهْتَ وَالثَّالِثَةُ تُحِبُّ فِي اللَّهِ وَتُبْغِضُ فِي اللَّهِ وَالرَّابِعَةُ تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَالْخَامِسَةُ كَظْمُ الْغَيْظِ وَالْإِحْسَانُ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَالسَّادِسَةُ تَرْكُ الْهَوَى وَمُخَالَفَةُ الرَّدَى
و ستة تحتاج إلى ستة أشياء حسن الظن يحتاج إلى القبول والحسب يحتاج إلى الأدب والسرور يحتاج إلى الأمن والقرابة تحتاج إلى الصداقة والشرف يحتاج إلى التواضع والنجدة تحتاج إلى الجد.
معدن الجواهر، ص: 56
و قال بعض العلماء يصبح المؤمن وله ستة أعداء نفسه ودنياه والشيطان والجاهل والمنافق والكافر فأما نفسه فتنازعه الشهوات وأما الشيطان فيريد منه الزلة وأما الدنيا فتفسده وأما الجاهل فيحسده وأما المنافق فيؤذيه وأما الكافر فيريد قتله. وقال الهند ستة أشياء لا ثبات لها ظل الغمام والأشجار وخلة الأشرار والمال الحرام وعشق النساء والسلطان الجائر والثناء الكاذب. ومن أحسن البيان قول أحد العلماء إن عمارة الدنيا منوطة بستة أحوال أولها التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها وثانيها الحنو على الأولاد الذي لو زال من البشر لزال سبب التربية وكان في ذلك الهلاك وثالثها انبساط الأمل الذي به يتعاظم الحرص والمعاش والمهن والعمارة والعمل ورابعها عدم العلم بمبلغ الأجل الذي به يصح انبساط الأمل ولو علم العبد مبلغ أجله لضاق عليه فسيح أمله وتقاصرت حركاته عن عمارة الدنيا بكده وعمله وخامسها اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر وحاجة بعضهم إلى بعض فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة فهذا من نظام الحكمة وسادسها وجود السلطان الذي لو لا هيبته وكفه لأيدي العتاة بسطوته لأهلك بعض الناس بعضا وكان ذلك داع إلى الخراب والفناء. ووصى حكيم ولده فقال يا بني اعلم أن أصعب ما على الإنسان ستة أشياء أن يعرف نفسه ويعلم عيبه ويكتم سره ويهجر هواه ويخالف شهوته ويمسك عن القول فيما لا يعنيه. وست خصال لا يطيقها إلا من كانت نفسه شريفة الثبات عند حدوث النعمة الكبيرة والصبر عند نزول الرزية العظيمة وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة ومداومة كتمان السر والصبر على الجوع واحتمال الجار. واعلم أن النبل في ستة أشياء مؤاخاة الأكفاء ومداراة الأعداء والحذر من السقطة واليقظة من الورطة وتجرع الغصة ومعاجلة الفرصة. واعلم أن السخي من كانت فيه ست خصال أن يكون مسرورا ببذله متبرعا
معدن الجواهر، ص: 57
بعطائه لا يتبعه منا ولا أذى ولا يطلب عليه عوضا من دنيا يرى أنه لما فعله مؤد له فرضا ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا. فأما حق النعمة عليك فتشتمل على ست خصال المعرفة بها وذكر ما يناسى منها عندك ومعرفة مولاها وأن ينسبها إليه وأن يحسن لباسها وأن يقابل مسديها بالشكر عليها. وأوصيك يا ولدي بست خصال فيها تمام العلم ونظام الأدب الأولى أن لا تنازع من فوقك والثانية أن لا تتعاطى ما لا تنال الثالثة أن لا تقول ما لا تعلم الرابعة أن لا يخالف لسانك ما في قلبك الخامسة أن لا يخالف قولك فعلك السادسة أن لا تدع الأمر إذا أقبل وأن لا تطلبه إذا أدبر. واحذر العجلة فإن العرب كانت تسميها أم الندامات وذلك أن فيها ست خصال يقول صاحبها قبل أن يعلم ويجيب قبل أن يفهم ويعزم قبل أن يفكر ويقطع قبل أن يقدر ويحمد قبل أن يجرب ويذم قبل أن يحمد وهذه الخلال لا تكون في أحد إلا صحب الندامة وعدم السلامة. واعلم أن ستة أشياء ينفين الحزن استماع العلم ومحادثة الأصدقاء والمشي في الخضرة والجلوس على الماء الجاري والتأسي بذوي المصائب وممر الأيام. وستة أشياء من مات فيها فهو قاتل نفسه من أكل طعاما قد أكله مرارا فلم يوافقه ومن أكل طعاما فوق ما تطيقه معدته ومن أكل قبل أن يستبرئ ما أكل ومن رأى بعض أخلاط جسده قد هجم بهيجان ووجد لذلك دلائل فلم يستدركها بالأدوية المسكنة وأن أطال حبس الحاجة إذا هاجت به ومن أقام بالمكان الوحش وحده. واعلم أن من رضي بستة أشياء صفت له دنياه وصح له دينه من رضي ببلده ومنزله وزوجته ومعيشته وما قسم الله له من رزقه وما يقضيه الله عليه إن آلمه وخالف أمله
معدن الجواهر،