قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ ص: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبِّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
وَقَالَ ص: خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ وَرَبِحَ الْفَوْزَ بِقُرْبِ اللَّهِ تَعَالَى فِي دَارِ السَّلَامِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّقْوَى قَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ثُمَّ تَلَا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَقَالَ ص: فَقِيهٌ وَاحِدٌ فِي الْإِسْلَامِ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ
وَقَالَ ص الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْحِكْمَةِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ فَيَقُولُهَا أَوْ يَعْمَلُ بِهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ
وَقَالَ ص: خَلَّةٌ مَنْ ضَمِنَهَا لِي ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْخِيَرَةَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرِّضَا فَإِنَّهُ مَا يَرْضَى رَجُلٌ بِقَضَاءِ اللَّهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْخِيَرَةَ
وَقَالَ ص خَلَّةٌ مَنْ كَانَتْ فِيهِ أَدْرَكَ مَنْزِلَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ
وَقَالَ ص: لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلَّا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكاً فَيَشْتَرِيَهُ وَيُعْتِقَهُ
وَقَالَ رَجُلٌ لَهُ ص عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ خَصْلَةً تَجْمَعُ لِي خَيْرَ
معدن الجواهر، ص: 22
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ لَا تَكْذِبْ قَالَ الرَّجُلُ فَكُنْتُ عَلَى خِلَالٍ يُكْرِهُهَا اللَّهُ تَعَالَى فَتَرَكْتُهَا خَوْفاً مِنْ أَنْ يَسْأَلَنِي سَائِلٌ هَلْ عَمِلْتَ كَذَا فَأَفْتَضِحَ أَوْ أَكْذِبَ فَأَكُونَ قَدْ خَالَفْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا دَلَّنِي عَلَيْهِ
وَ جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: خَصْلَةٌ مَنْ عَمِلَ بِهَا كَانَ مِنْ أَقْوَى النَّاسِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ
وَقَالَ ع: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الْعَفَافُ
وَقَالَ رَجُلٌ لِأَحَدِ الْأَئِمَّةِ ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَلِّمْنِي مَا يَجْمَعُ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا تُطِلْ عَلَيَّ قَالَ عَلَيْكَ بِشَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ تَرْكُ الْغَضَبِ
وَرُوِيَ عَنْهُمْ ع: أَنَّ أَصْلَ كُلِّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ
وقِيلَ لِبَعْضِهِمْ مَا أَعْجَبُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ قَلْبٌ عَرَفَ اللَّهَ ثُمَّ عَصَاهُ.
و قال بعض العلماء أشقى الناس رجل واحد وهو من كفي أمر دنياه ولم يهتم بدينه. وقال أغنى الناس رجل واحد وهو من عين نصيبه من الله عز وجل. وقيل لبعضهم من أعظم الناس قدرا قال رجل واحد وهو من يجعل الدنيا لنفسه خطرا وقيل هو الذي لا يبالي بالدنيا في يد من كانت وأجود الناس رجل واحد وهو من جاد من قلة وأخذ ذلك من
قَوْلِ النَّبِيِّ ص: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ جُهْدُ الْمُقِلِ
و أسوأ الناس حالا رجل واحد وهو من لا يثق بأحد لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء نظره وأصبر الناس رجل واحد وهو الذي لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما فيفشيه وأعجز الناس رجل واحد وهو المفرط في طلب الإخوان وأعز الأشياء شيء واحد وهو أخ يوثق بعقله ويسكن إلى غيبه. وقال أحد الفضلاء أحب الأشياء إلي شيء واحد وهو الإفضال على الإخوان. وقيل لآخر أي الأشياء أنت به أشد فرحا فقال شيء واحد وهو قوتي
معدن الجواهر، ص: 23
على مكافاة من أحسن إلي. وقيل له ما أفضل الأعمال قال شيء واحد وهو إدخال السرور على قلب مؤمن. وسئل حكيم عن البخل والجبن والحرص فقال الجميع طبيعة واحدة ويجمعهن شيء واحد وهو سوء الظن. وقيل ما شيء أضر بالإنسان من شيء واحد وهو لجاجته في الباطل ولا شيء أقعد به عن مكرمة من شيء واحد وهو صغر همته. وقال بعض الحكماء امتحنت خصال الناس فوجدت أشرفها خصلة واحدة وهي صدق اللسان فمن عدم الصدق من منطقه فقد فجع بأكرم أخلاقه وأقبح القبائح شيء واحد وهو الكذب وابتداء منازل الحمد شيء واحد وهو السلامة من الذم وأعظم ما على الإنسان من الضرر شيء واحد وهو قلة علمه بعيوبه. وقيل لحكيم ما أجل ما أفادك الدهر فقال شيء واحد وهو العلم. وقال بوذرجمهر قد يغرس الحكيم جزء واحدا من الحكمة يعيش بها ملوك كثيرة. وقيل أي الخصوم ألد فقال خصم واحد وهو العمل السيئ. قيل فما أحمد الأشياء قال شيء واحد وهو ثمرة العمل الصالح. وقيل لبعض الزهاد دلنا على عظة واحدة تكون أبلغ العظات فقال النظر إلى محلة الأموات. وقال له رجل أوصني فقال أوصيك بشيء واحد أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما. وقيل إنما لك من عمرك يوم واحد لأن أمسك قد خلا وغدك لم يأت فإن صبرت ليومك حمدت أمرك وقويت على غدك وإن عجزت عن يومك ذممت أمرك وضعفت عن غدك. وقال بعضهم إنما بيني وبين الملوك يوم واحد أما أمس فلا يجدون لذته
معدن الجواهر، ص: 24
و لا أجد شدته وإني وإياهم من غد على وجل وإنما هو اليوم وما عسى أن يكون اليوم. وقال إنما ينتفع المرء من عمره بالساعة التي هو فيها مع سرعة تقضيها فما أخيب امرئ باع الخلود في النعيم بساعة وشيكة التصرم عائدة بأعظم الندم. وأوصى حكيم ولده فقال يا بني احذر خصلة واحدة تسلم واتبع خصلة واحدة تغنم لا تدخل مداخل السوء تتهم واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز في خصلة واحدة وهي طاعة الله والذل في خصلة واحدة وهي معصية الله والغنى في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم الله والفقر في خصلة واحدة وهي استقلال نعم الله والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ويسودون بشيء واحد وهو الحلم فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الازدياد وفي دنياك بشيء واحد وهو الاقتصاد. وقال حكيم آخر لتلميذه اعلم أنه ليس أنصح لك من صديق واحد وهو عقلك ولا أغش من عدو واحد وهو جهلك ولا أصدق من وافد واحد وهو أجلك ولا أكذب من موعد واحد وهو أملك فاحفظ دينك ودنياك بخصلة واحدة وهي العفاف واغلب طارق النوائب بشيء واحد وهو حسن الصبر وأرح قلبك بشيء واحد وهو ترك الحسد وتزين بين الناس بشيء واحد وهو الكرم وتودد إليهم بشيء واحد وهو حسن الخلق واعلم أن أعلى منازل أهل الإيمان درجة واحدة فمن بلغ إليها فقد فاز وظفر وهو أن تنتهي سريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي بها إذا ظهرت ولا يخاف عقباها إذا استترت
معدن الجواهر
وَقَالَ ص: خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ وَرَبِحَ الْفَوْزَ بِقُرْبِ اللَّهِ تَعَالَى فِي دَارِ السَّلَامِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّقْوَى قَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ ثُمَّ تَلَا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَقَالَ ص: فَقِيهٌ وَاحِدٌ فِي الْإِسْلَامِ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ
وَقَالَ ص الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الْحِكْمَةِ يَسْمَعُهَا الرَّجُلُ فَيَقُولُهَا أَوْ يَعْمَلُ بِهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ
وَقَالَ ص: خَلَّةٌ مَنْ ضَمِنَهَا لِي ضَمِنْتُ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْخِيَرَةَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الرِّضَا فَإِنَّهُ مَا يَرْضَى رَجُلٌ بِقَضَاءِ اللَّهِ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْخِيَرَةَ
وَقَالَ ص خَلَّةٌ مَنْ كَانَتْ فِيهِ أَدْرَكَ مَنْزِلَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ حُسْنُ الْخُلُقِ
وَقَالَ ص: لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ إِلَّا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكاً فَيَشْتَرِيَهُ وَيُعْتِقَهُ
وَقَالَ رَجُلٌ لَهُ ص عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ خَصْلَةً تَجْمَعُ لِي خَيْرَ
معدن الجواهر، ص: 22
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ لَا تَكْذِبْ قَالَ الرَّجُلُ فَكُنْتُ عَلَى خِلَالٍ يُكْرِهُهَا اللَّهُ تَعَالَى فَتَرَكْتُهَا خَوْفاً مِنْ أَنْ يَسْأَلَنِي سَائِلٌ هَلْ عَمِلْتَ كَذَا فَأَفْتَضِحَ أَوْ أَكْذِبَ فَأَكُونَ قَدْ خَالَفْتُ رَسُولَ اللَّهِ فِيمَا دَلَّنِي عَلَيْهِ
وَ جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: خَصْلَةٌ مَنْ عَمِلَ بِهَا كَانَ مِنْ أَقْوَى النَّاسِ قِيلَ وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ
وَقَالَ ع: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الْعَفَافُ
وَقَالَ رَجُلٌ لِأَحَدِ الْأَئِمَّةِ ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَلِّمْنِي مَا يَجْمَعُ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا تُطِلْ عَلَيَّ قَالَ عَلَيْكَ بِشَيْءٍ وَاحِدٍ وَهُوَ تَرْكُ الْغَضَبِ
وَرُوِيَ عَنْهُمْ ع: أَنَّ أَصْلَ كُلِّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ
وقِيلَ لِبَعْضِهِمْ مَا أَعْجَبُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَهُوَ قَلْبٌ عَرَفَ اللَّهَ ثُمَّ عَصَاهُ.
و قال بعض العلماء أشقى الناس رجل واحد وهو من كفي أمر دنياه ولم يهتم بدينه. وقال أغنى الناس رجل واحد وهو من عين نصيبه من الله عز وجل. وقيل لبعضهم من أعظم الناس قدرا قال رجل واحد وهو من يجعل الدنيا لنفسه خطرا وقيل هو الذي لا يبالي بالدنيا في يد من كانت وأجود الناس رجل واحد وهو من جاد من قلة وأخذ ذلك من
قَوْلِ النَّبِيِّ ص: أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ جُهْدُ الْمُقِلِ
و أسوأ الناس حالا رجل واحد وهو من لا يثق بأحد لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء نظره وأصبر الناس رجل واحد وهو الذي لا يفشي سره إلى صديقه مخافة أن يقع بينهما فيفشيه وأعجز الناس رجل واحد وهو المفرط في طلب الإخوان وأعز الأشياء شيء واحد وهو أخ يوثق بعقله ويسكن إلى غيبه. وقال أحد الفضلاء أحب الأشياء إلي شيء واحد وهو الإفضال على الإخوان. وقيل لآخر أي الأشياء أنت به أشد فرحا فقال شيء واحد وهو قوتي
معدن الجواهر، ص: 23
على مكافاة من أحسن إلي. وقيل له ما أفضل الأعمال قال شيء واحد وهو إدخال السرور على قلب مؤمن. وسئل حكيم عن البخل والجبن والحرص فقال الجميع طبيعة واحدة ويجمعهن شيء واحد وهو سوء الظن. وقيل ما شيء أضر بالإنسان من شيء واحد وهو لجاجته في الباطل ولا شيء أقعد به عن مكرمة من شيء واحد وهو صغر همته. وقال بعض الحكماء امتحنت خصال الناس فوجدت أشرفها خصلة واحدة وهي صدق اللسان فمن عدم الصدق من منطقه فقد فجع بأكرم أخلاقه وأقبح القبائح شيء واحد وهو الكذب وابتداء منازل الحمد شيء واحد وهو السلامة من الذم وأعظم ما على الإنسان من الضرر شيء واحد وهو قلة علمه بعيوبه. وقيل لحكيم ما أجل ما أفادك الدهر فقال شيء واحد وهو العلم. وقال بوذرجمهر قد يغرس الحكيم جزء واحدا من الحكمة يعيش بها ملوك كثيرة. وقيل أي الخصوم ألد فقال خصم واحد وهو العمل السيئ. قيل فما أحمد الأشياء قال شيء واحد وهو ثمرة العمل الصالح. وقيل لبعض الزهاد دلنا على عظة واحدة تكون أبلغ العظات فقال النظر إلى محلة الأموات. وقال له رجل أوصني فقال أوصيك بشيء واحد أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما. وقيل إنما لك من عمرك يوم واحد لأن أمسك قد خلا وغدك لم يأت فإن صبرت ليومك حمدت أمرك وقويت على غدك وإن عجزت عن يومك ذممت أمرك وضعفت عن غدك. وقال بعضهم إنما بيني وبين الملوك يوم واحد أما أمس فلا يجدون لذته
معدن الجواهر، ص: 24
و لا أجد شدته وإني وإياهم من غد على وجل وإنما هو اليوم وما عسى أن يكون اليوم. وقال إنما ينتفع المرء من عمره بالساعة التي هو فيها مع سرعة تقضيها فما أخيب امرئ باع الخلود في النعيم بساعة وشيكة التصرم عائدة بأعظم الندم. وأوصى حكيم ولده فقال يا بني احذر خصلة واحدة تسلم واتبع خصلة واحدة تغنم لا تدخل مداخل السوء تتهم واشكر تدم لك النعم واعلم أن العز في خصلة واحدة وهي طاعة الله والذل في خصلة واحدة وهي معصية الله والغنى في خصلة واحدة وهو الرضا بقسم الله والفقر في خصلة واحدة وهي استقلال نعم الله والناس يا بني يتفاضلون بشيء واحد وهو العقل ويتميزون بشيء واحد وهو العلم ويفوزون بشيء واحد وهو العمل ويسودون بشيء واحد وهو الحلم فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الازدياد وفي دنياك بشيء واحد وهو الاقتصاد. وقال حكيم آخر لتلميذه اعلم أنه ليس أنصح لك من صديق واحد وهو عقلك ولا أغش من عدو واحد وهو جهلك ولا أصدق من وافد واحد وهو أجلك ولا أكذب من موعد واحد وهو أملك فاحفظ دينك ودنياك بخصلة واحدة وهي العفاف واغلب طارق النوائب بشيء واحد وهو حسن الصبر وأرح قلبك بشيء واحد وهو ترك الحسد وتزين بين الناس بشيء واحد وهو الكرم وتودد إليهم بشيء واحد وهو حسن الخلق واعلم أن أعلى منازل أهل الإيمان درجة واحدة فمن بلغ إليها فقد فاز وظفر وهو أن تنتهي سريرته في الصلاح إلى أن لا يبالي بها إذا ظهرت ولا يخاف عقباها إذا استترت
معدن الجواهر