اجابات الامام (ع) على اسئلة نصراني.
عن سلمان الفارسي في خبر طويل : إن جاثليقا جاء في نفر من النصارى إلى أبي بكر و سأله مسائل عجز عنها أبو بكر ,فقال عمر : كف أيها النصراني عن هذا العنت و إلا أبحنا دمك ,قال الجاثليق : أ هذا عدل على من جاء مسترشدا طالبا , دلوني على من أسأله عما أحتاج إليه ? ,فجاء علي , و استسأله ; فقال النصراني : أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ ,خبرني أ مؤمن أنت عند الله أم عند نفسك ? ,فقال (عليه السلام) : أنا مؤمن عند الله كما أنا مؤمن في عقيدتي ,قال : خبرني عن منزلتك في الجنة ما هي ? ,قال : منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلى لا ارتاب بذلك و لا أشك في الوعد به من ربي ,قال : فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها ? ,قال : بالكتاب المنزل و صدق النبي المرسل ,قال : فبما عرفت صدق نبيك ? ,قال : بالآيات الباهرات و المعجزات البينات ,قال : فخبرني عن الله تعالى , أين هو ? ,قال : إن الله تعالى يجل عن الأين و يتعالى عن المكان , كان فيما لم يزل و لا مكان و هو اليوم كذلك و لم يتغير من حال إلى حال ,قال : فخبرني عنه تعالى أ مدرك بالحواس فيسلك المسترشد في طلبه الحواس أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ? ,قال : تعالى الملك الجبار أن يوصف بمقدار أو تدركه أو يقاس بالناس ; و الطريق إلى معرفته , صنائعه الباهرة للعقول , الدالة لذوي الاعتبار بما هو منها مشهود و معقول ,قال : فخبرني عما قال نبيكم في المسيح ? و أنه مخلوق ,فقال : أثبت له الخلق بالتدبير الذي لزمه و التصوير و التغيير من حال إلى حال و الزيادة التي لا ينفك منها و النقصان ; و لم أنف عنه النبوة و لا أخرجته من العصمة و الكمال و التأييد,قال : فبما بنت أيها العالم عن الرعية الناقصة عنك ? ,قال : بما أخبرتك به عن علمي بما كان و ما يكون ,قال : فهلم شيئا من ذلك أتحقق به دعواك .
قال : خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنكرا لمن قصدت بسؤالك له , مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب و الاسترشاد , فأريت في منامك مقامي , و حدثت فيه بكلامي , و حذرت فيه من خلافي , و أمرت فيه باتباعي ,قال : صدقت و الله , و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي رسول الله و أحق الناس بمقامه , و أسلم الذين كانوا معه ,فقال عمر : الحمد لله الذي هداك أيها الرجل , غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها , و الأمر من بعد لمن خاطبته أولا برضى الأمة .
قال : قد عرفت ما قلت , و أنا على يقين من أمري .
(مناقب آل أبي طالب:2: 257)
عن سلمان الفارسي في خبر طويل : إن جاثليقا جاء في نفر من النصارى إلى أبي بكر و سأله مسائل عجز عنها أبو بكر ,فقال عمر : كف أيها النصراني عن هذا العنت و إلا أبحنا دمك ,قال الجاثليق : أ هذا عدل على من جاء مسترشدا طالبا , دلوني على من أسأله عما أحتاج إليه ? ,فجاء علي , و استسأله ; فقال النصراني : أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ ,خبرني أ مؤمن أنت عند الله أم عند نفسك ? ,فقال (عليه السلام) : أنا مؤمن عند الله كما أنا مؤمن في عقيدتي ,قال : خبرني عن منزلتك في الجنة ما هي ? ,قال : منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلى لا ارتاب بذلك و لا أشك في الوعد به من ربي ,قال : فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها ? ,قال : بالكتاب المنزل و صدق النبي المرسل ,قال : فبما عرفت صدق نبيك ? ,قال : بالآيات الباهرات و المعجزات البينات ,قال : فخبرني عن الله تعالى , أين هو ? ,قال : إن الله تعالى يجل عن الأين و يتعالى عن المكان , كان فيما لم يزل و لا مكان و هو اليوم كذلك و لم يتغير من حال إلى حال ,قال : فخبرني عنه تعالى أ مدرك بالحواس فيسلك المسترشد في طلبه الحواس أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك ? ,قال : تعالى الملك الجبار أن يوصف بمقدار أو تدركه أو يقاس بالناس ; و الطريق إلى معرفته , صنائعه الباهرة للعقول , الدالة لذوي الاعتبار بما هو منها مشهود و معقول ,قال : فخبرني عما قال نبيكم في المسيح ? و أنه مخلوق ,فقال : أثبت له الخلق بالتدبير الذي لزمه و التصوير و التغيير من حال إلى حال و الزيادة التي لا ينفك منها و النقصان ; و لم أنف عنه النبوة و لا أخرجته من العصمة و الكمال و التأييد,قال : فبما بنت أيها العالم عن الرعية الناقصة عنك ? ,قال : بما أخبرتك به عن علمي بما كان و ما يكون ,قال : فهلم شيئا من ذلك أتحقق به دعواك .
قال : خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنكرا لمن قصدت بسؤالك له , مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب و الاسترشاد , فأريت في منامك مقامي , و حدثت فيه بكلامي , و حذرت فيه من خلافي , و أمرت فيه باتباعي ,قال : صدقت و الله , و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أنك وصي رسول الله و أحق الناس بمقامه , و أسلم الذين كانوا معه ,فقال عمر : الحمد لله الذي هداك أيها الرجل , غير أنه يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها , و الأمر من بعد لمن خاطبته أولا برضى الأمة .
قال : قد عرفت ما قلت , و أنا على يقين من أمري .
(مناقب آل أبي طالب:2: 257)